نصرت بالشباب

نصرت بالشباب ....
قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم : نصرت بالشباب
من هم الشباب الذين نصروك يارسول الله في تثبيت دين الله ؟
هم جعفر ذو الجناحين وهو اكبرهم و مرورا بعمار و انتهاء باصغرهم سنا و اعلاهم شانا الا وهو علي (ع) وصحابة اخرون رضي الله عنهم و ارضوه...
ان الرساله التي اراد النبي الاكرم (ص) ايصالها لنا هي ان للشباب دور مهم في بناء المجتمع و قيادة الامة فهم عماد المجتمع والركيزة التى يرتكز عليها فالواجب الملقى عليهم هو النهوض بالامة وتوعية المجتمع ويبدا ذلك من اصغر حلقة في المجتمع وهو الاسرة حيث ان تهذيبها وتعليمها اصول دينها وحق جارها وضعيفها و فقيرها له دور مهم في ذلك والثقة بالنفس اساس كل عمل
في الاساس يقع عبء اكتساب الثقافة على الشباب حيث يلزم بالشباب الاحاطة بقضايا مجتمعهم
ان الخلية الاجتماعية لن تلعب دورها في بناء جسم المجتمع السليم إلاَّ إذا كانت على علم بطبيعة وظيفتها في داخل ذلك الجسم واذا كانت تلك الخلية عالمة من دون تثقيف فذلك قمة التناقض ولن يؤدي الى النتائج المرجوه
ان من اول الشروط التي على الخلية الشابة ان تنفذها هو اكتسابها لثقافة مجتمعها الخاصة، ومعرفة جوانب النقص فيه بما يساعد المجتمع على حل مشكلاته بنفسه
أما الشرط الآخر والضروري اكتسابه فهو أن يوظف الشباب امكاناتهم وطاقاتهم من أجل وضعها في خدمة التغيير، وهذا يفرض على الشاب المثقف أن يتميَّز بالحركة و الحيويه من أجل إحداث التغيير المطلوب اللازم لخلق مجتمع جديد
ان الحصول على المرحله الشبابية الصحية يتطلب ان يسبقه فتره طفوله و مراهقة طبيعية و نشاه صالحه داخل الاسره ولثبيت اسس ثقافية متينه للشباب يجب الاستفاده من تجارب الكهول السابقة
الشباب هم ثروة الوطن المخزونه ويده القوية في قيادة البناء والتنمية و ذلك لما يتمتع به الشباب من حيوية وعقليه تمكنهم من قيادة البناء والتنمية
في تجارب الشعوب نلاحظ إن الشباب هم القادرين على العطاء الغير محدود وذلك في بناء المجتمعات بصفه عامه لأنهم المعبرون الحقيقيون عن حضارات الأمه وثقافتها
وهنا ماذا عن شبابنا في العراق الجديد؟
ان شبابنا يعاني من مشكلات مختلفة لعل اهمها هو عدم حصوله على الفرصة لكي يقول كلمته و اخذ مكانه الطبيعي ولكن هذا لايعني ان يستسلم الشباب لهذه المشكلات التي قد تحول بينه وبين تحقيق طموحاته بل يجب مواجهة المشاكل سلميا من خلال الندوات و الحوارات و اثبات ذاته لذاته وللاخرين بقدرته على تحمل المسؤولية و القيادة
يجب على الشباب تجاوز كل الحواجز التي قد تحول بينهم وبين ما يتطلعون إليه لبناء مجتمع ديمقراطي موحد و الابتعاد عن اي شكل من اشكال الياس و العودة الى الوراء
نحن نتطلع ان يكون الشباب هو أداة التغيير في العراق من خلال بناء مجتمع ينبذ العنف ويعترض على الفساد ويسعى الى نشر ثقافة المواطنه و يعمل بروح الفريق الواحد
ويبقى الدور الأهم للدوله بالانتباه الى الجدية في السعي في توفير الفرصه للشباب للحصول على التعليم وكسب الخبرات من خلال بناء المعاهد المهنية المتخصصة وعمل الخطط التي تنهي البطاله و الشعور بالاحباط وخلق وإعداد جيل من الشباب متسلح بالعلم والخبرات المهنية
ان الحوارات و الندوات الاجتماعية و السياسية يجب ان تتضمن المواضيع للمرحله القادمه مع الاخذ بالاعتبار سماع آراء الشباب بكافة القضايا التي تعنيهم وإعطائهم الفرصة للتعبير عن هواجسهم وتساؤلاتهم والاخذ باقتراحاتهم بشكل جدي
ان التعريف ببعض المفاهيم مثل الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، والأحزاب السياسية ودورها في المجتمع والدور الواقع علي المجتمع عامة والشباب خاصة في هذه الممارسات و التعامل بجدية مع الفكره في ان مشاركة جميع فئات المجتمع في الحياة العامة والسياسية سوف يكون عاملا فاعلا من اجل تحقيق الديمقراطية الحقيقية
يجب ان يتم دراسة العلاقة بين الشباب و المجتمع بدقة ومعرفة كيفية التقريب بينهما فكريا بما يخدم المصلحة المشتركة وهي بناء وطن و مواطن حيث في وقت يجب المحافظة على الواقع الاجتماعي الاصيل لبلدنا يؤخذ بالاعتبار هواجس الشباب و امالهم و تطلعاتهم و لاننسى التأثير المتعاظم لثورة الاتصالات والمعلومات و انعكاسه على مختلف الشرائح الاجتماعية
ان الفتية الذين نصروا الاسلام في بداياته كانت ظروفهم صعبة للغاية ولكنهم اسلموا قلوبهم لله ولقائدهم (ص) فكان الجواب المبارك
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيره باذن الله
هشام التميمي
15 02 2012